النبراس

نزلت أهلا وحللت سهلا أخي الزائر قم بتسجيل نفسك في منتدانا وكن فرد من عائلة منتدى النبراس

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

النبراس

نزلت أهلا وحللت سهلا أخي الزائر قم بتسجيل نفسك في منتدانا وكن فرد من عائلة منتدى النبراس

النبراس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي علمي ديني تعليمي معلوماتي ،تربوي

الخالدون في الجزائر -----الرئيس الهواري بومدين -رحمه الله-------الرئيس عبد العزيز بوتفليقة -حفظه الله وأعزه-

01 نوفمبر إندلاع الثورة المجيدة ----05 جويلية عيد الإستقلال
جمعية بسمة لمساعدة الطفولة بورقلة ثقة متبادلة وصلة متينةنشاط مستمر

صلاح المجتمع بصلاح الفرد وصلاح الفرد بصلاح السلوكات وصلاح السلوكات بعفة النفس وعفة النفس بالأخلاق الحميدة 

المواضيع الأخيرة

» la Methode MERISE et Merise_SGBD
كارل ماركس I_icon_minitimeالأحد فبراير 21, 2021 11:05 pm من طرف coucou2000

» الإعلام الآلي طريقة موريز الدرس03
كارل ماركس I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 09, 2011 3:50 pm من طرف hourilaz

» ولاية أدرار رقم 01
كارل ماركس I_icon_minitimeالأحد مايو 15, 2011 1:10 pm من طرف hourilaz

» ولاية الأغواط رقم 03
كارل ماركس I_icon_minitimeالأحد مايو 15, 2011 12:42 pm من طرف hourilaz

» -السرطان-كيف نعالج مرض السرطان وكيف نقي أنفسنا منه-النصيحة الثالثة
كارل ماركس I_icon_minitimeالأحد مايو 15, 2011 12:25 pm من طرف hourilaz

» السكر -الوقاية خير من العلاج-النصيحة الثانية
كارل ماركس I_icon_minitimeالأحد مايو 15, 2011 12:18 pm من طرف hourilaz

»  الوقاية خير من العلاج -كيف نقي أنفسنا من مرض الكولسترول- النصيحة الأولى
كارل ماركس I_icon_minitimeالأحد مايو 15, 2011 12:03 pm من طرف hourilaz

» الظلمات الثلاث
كارل ماركس I_icon_minitimeالخميس مايو 05, 2011 3:25 pm من طرف hourilaz

» الصلاة والتمارين الرياضية
كارل ماركس I_icon_minitimeالخميس مايو 05, 2011 3:23 pm من طرف hourilaz

التبادل الاعلاني


    كارل ماركس

    avatar
    hourilaz
    ظيف عزيز
    ظيف عزيز


    عدد المساهمات : 85
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 01/10/2009
    العمر : 45

    كارل ماركس Empty كارل ماركس

    مُساهمة  hourilaz الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 1:09 pm

    كارل ماركس فيلسوف القرن العشرين

    الفيلسوف الألماني كارل ماركس رحل عن عالمنا وبقيت فلسفته وأفكاره تهيمن على تفكير كثير من السياسيين والمفكرين وعامة الناس. ويشهد لماركس بأنه غير مجرى التاريخ وأغنى البشرية بأفكاره.

    من هي الشخصية التي كان لها عظيم الأثر في الفكر العالمي خلال القرن العشرين؟ سؤال طرحته هيئة الإذاعة البريطانية BBC على عدد من المثقفين من مختلف دول العالم قبل أشهر. وكانت إجابة غالبية هؤلاء هي: كارل ماركس. إنه ذلك الفيلسوف والمفكر والإيديولوجي الألماني الذي جال كثيراً باحثاً عن الحرية والعدالة الاجتماعية. وقد ذاع صيته وحمل أفكاره الكثيرون، منهم من سعد بها ومنهم من انتهى به الأمر إلى القبر أو النفي أو إلى غياهب السجون. علاوة على ذلك تسببت أفكار ماركس في تقسيم العالم إلى معسكرين معاديين لبعضهما البعض فترة طويلة من الزمان.

    ماركس السياسي
    ربما كان من سخرية القدر أن يولد كارل ماركس
    الثوري في مدينة محافظة جداً هي ترير، وذلك
    في عام 1818. ترعرع ماركس في أسرة يهودية
    اضطرت إلى اعتناق المذهب البروتستانتي بسبب
    الاضطهاد الذي تعرض اليهود له آنذاك. وقد منع والده حينها من الاستمرار في السلك القضائي. التحق الصبي كارل بالمدرسة الثانوية في سن الثانية عشر وحصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية بتقدير امتياز في سن السابع عشر. عاش كارل ماركس حياة تنقل فيها كثيرا باحثاً عن مكان آمن وهرباً من المطاردة. ومن المعروف عنه أنه أينما حل فتحت له المدينة ذراعيها، لكن غالباً سرعان ما انقلبت عليه سطوة الحاكم، فكان عليه أن يذهب باحثاً عن أفق جديد. وبعد حصوله على شهادة الدكتوراة في الفلسفة من جامعة يينا سنة 1841 التحق كأستاذ بجامعة بون. كانت فترة اقامه ماركس في برلين فرصة للتعرف على عدد من المدارس الفكرية مع العلم أن فلسفة هيغل كانت هي الرائجة في تلك الحقبة. وبعد انتقاله إلى مدينة بون بدأ شغب ماركس الفكري ينتقل إلى السياسة حيث أنشأ صحيفة تنتقد أسس الحكم في بروسيا، مما أدى إلى مصادرة الصحيفة وتجريده من الجنسية البروسية، فهاجر ماركس إلى باريس بصحبة زوجته. وهناك بدأ فكره ينضج ويتجه نحو رفض الهيغلية. وخلال فترة إقامته في باريس توطدت علاقته برفيق العمر والإيديولوجيا فريدريك انغيلس. وفيها نشرا سوياً الكتيب الشهير "بيان الحزب الشيوعي".

    ماركس الإنسان والمفكر الفذ
    تعتبر الفترة من عام 1842 حتى عام 1849 مرحلة هامة جداً من حياة ماركس، فهي فترة المنفي، التي قضاها في بريطانيا بعد أن طرد من فرنسا وبلجيكا، بسبب كتاباته ونشاطاته الصحفية التي اعتبرت تحريضا للطبقة العاملة والفقراء على التمرد ضد سطوة السلطة وقهر الاقتصاد. عانى ماركس في تلك الفترة من حياته من ضنك العيش، ولولا وجود رفيقه انغيلس الذي كان ينحدر من أسرة غنية لكان مسار حياته تغير على الأرجح. وفي منفاه الاختياري لندن ألّف ماركس كتبه التي مهدت الطريق للاتجاه الفلسفي والفكري، الذي يحمل اليوم اسم الماركسية. من بين مؤلفاته الهامة: "الصراعات الطبقية في فرنسا من سنة 1848 حتى 1850" و"نقد الاقتصاد السياسي" الذي قام بنشره عام 1859. وفي سنة 1867 ظهر الجزء الأول من مؤلفه الضخم "رأس الـمال"، أما الجزء الثاني فنشره انغيلس بعد وفاة رفيق عمره ماركس. وبجانب الكتابة حاول الاثنان تنظيم الحركة العمالية، حيث أسسا "الجمعية الدولية للعمال"، التي كان لها شعبية في عدد من دول العالم كأمريكا وألمانيا. وشكلت هذه الجمعية الانطلاقة الأولى لتأسيس عدد من الأحزاب اليسارية منها الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني. وفي عام 1883 توفى كارل ماركس في منفاه بلندن عن عمر يناهز الخامسة والستين.

    بداياته
    في عام 1842 وبعد كتابته لمقالته الأولى لمجلة ( Rheninshe Zeitung ) في مدينة كولونيا ..أصبح من طاقم التحرير.
    كتاباته في هذه المجلة وبشكل ناقد لوضع السياسة والأوضاع الاجتماعية المتردية المعاصرة لذلك الوقت ورطته في مناقشات حامية مع رؤوساء التحرير والمؤلفين. وهو صاحب مقولة الدين هو افيون الشعوب لان الدين لا يشجع الفكر الحر الذي ينتج بل يبقيهم كالمخدرين دون طموح للتقدم والتغيير.
    وفي سنة 1843 ماركس كان قد أجبر على إلغاء أحد نشراته وسرعان ما تم اصدار قرار بإغلاق الصحيفة ومنعها من النشر.
    انتقل ماركس من ألمانيا إلى باريس وهناك دأب على قراءة الفلسفة والتاريخ والعلوم السياسية وتبنى الفكر الشيوعي.
    في عام 1844 وعندما زاره صديقه فريدريك إنجلز في باريس وبعد عدة مناقشات مع بعضهما البعض وجد الصديقان بأنهما قد توصلا إلى أفكار متطابقة 100% حول طبيعة المشاكل الثورية وبشكل مستقل عن بعضهما البعض .
    ونتيجة لهذا التوافق بينهما عملا معا وتعاونا لتفسير أسس ومبادىء نظريات الشيوعية والعمل على دفع الطبقة العاملة (والبرجوازية الصغيرة الديمقراطية) لتعمل وتتفانى من أجل تلك المبادىء.






    كارل ماركس وزوجته جيني
    عاش كارل ماركس في القرن التاسع عشر؛ وهي فترة
    اتسمت بانتشار الرأسمالية الصناعية من خلال تشكيل
    الطبقات العمالية الأوروبية وأولى صراعاتها الكبرى. وهذا العالم هو الذي حاول ماركس التفكير فيه من خلال اعتماد عدة مكتسبات نظرية:
    • الفلسفة الألمانية وبخاصة فلسفة هيجل (1891-1770) التي استخلص منها فكرة جدلية التاريخ الكوني الذي تهيمن عليه التناقضات التي تقوده نحو مآل نهائي.
    • الاقتصاد السياسي الإنجليزي الذي يشكل كل من آدم سميث (1790-1723) و د. ريكاردو (1823-1772) ومالتوس (1834-1770) أبرز وجوهه.
    • الاشتراكية " الطوباوية " الفرنسية (سان سيمون،فورييه،كابي) ومعاصرو ماركس (برودون،بلانكي) الذين دخل معهم ماركس في سجال.
    • المؤرخون الفرنسيون الذين حللوا المجتمع بحدود صراع الطبقات الاجتماعية.
    نقد الرأسمالية
    لقد تبنى ماركس منظورا دينامياً وصراعياً للرأسمالية.ومنها: نظرية الاستغلال وفائض القيمة:
    يبدو العالم الحديث كتراكم للبضائع ، وتأتي قيمة هذه البضائع من العمل الإنساني الذي هو متضمن في البضاعة ( نظرية القيمة ـ العمل مستعارة من د. ريكاردو). إن العمل بدوره بضاعة تمتلك سمة خاصة: فهو ينتج قيمة أعلى من ثمن شرائه. وبالفعل؛ فالرأسمالية لا تشتري كل العمل المبذول من طرف البروليتاري، ولكنها لا تؤدي له إلا ثمن قوة عمله (ما يكفيه للعيش )، والفارق القيمي في ما بين قوة العمل والعمل المنجز يشكل فائض القيمة الذي هو منبع الرأسمال. إن الرأسمال يخلق ذاته ويعيد خلقها باستمرار داخل علاقة الاستغلال الاجتماعية هذه.
    قوانين تطور الرأسمالية: تقود المنافسة الرأسمالي لمراكمة رأس المال؛ أي إلى استثمار جزء من الربح في تحسين أداته الإنتاجية. ومن قانون التراكم هذا استنتج ماركس عدة اتجاهات للتطور:
    اتجاه أكثر فأكثر تعاظما نحو مكننة الإنتاج؛ تمركز رأس المال ناجم عن نمو كل مقاولة على حدة وتمركز المقاولات في أيدي حفنة قليلة العدد من أقوى الرأسماليين ؛ تزايد البطالة والانخفاض النسبي للأجور الذي تصوره ماركس كعاقبة للتراكم فالآلات التي تنحو نحو تعويض البشر والمشكلة بذلك ل" جيش صناعي احتياطي " ينزع حضوره نحو ممارسة ضغط يؤدي إلى تخفيض الأجور . ويبدو هذا التفقير المتعاظم ك" قانون عام للاقتصاد الرأسمالي " ؛ قانون الانخفاض النزوعي لمعدلات الربح يتأتى من تزايد الرأسمال الثابت (الآلات) مقارنة بالرأسمال المتغير (الأجور) ؛ الربح (فائض القيمة) المتأتي فقط من العمل الإنساني (حسب نظرية القيمة ـ العمل) ؛ الانخفاض النسبي لعدد المأجورين مقارنة بالآلات يقود نحو انخفاض معدل الربح . غير أن التفقير يقود نحو ثورة الجماهير ؛ فهنا يفرد المنطق الاقتصادي مكانا لمنطق اجتماعي : يتمثل في ثورة المقموعين ضد النظام . ميكانيزم الأزمات. ليست هناك لدى ماركس نظرية ناجزة ومكتملة بخصوص الأزمات . الاستغلال وتمركز رأس المال الثابت (الآلات) يقودان نحو تعاظم لا ينتهي لقدرات الإنتاج على حساب إمكانيات الاستهلاك (عبر المداخيل الموزعة) ، ومن ثمة أزمات فيض الإنتاج التي لا تني تحدث والتي تسم الرأسمالية بشكل دوري . وقد اعتقد ماركس أن هذه الأزمات من شأنها أن تتفاقم عبر الزمن حتى تصبح أزمات لا تطاق.
    المادية التاريخية أولوية الإنتاج إن أساس المجتمع يقيم في الإنتاج ؛ في العمل الذي ينتج الإنسان من خلاله ذاته وينتج المجتمع . إن وسائل الإنتاج المسماة " القوى المنتجة " والعلاقات التي تنشأ حول العمل (" علاقات الإنتاج ") يشكلان " عالم الإنتاج " الخاص بكل مجتمع ، ولقد تعاقبت خلال التاريخ عديد من أنماط الإنتاج ( القديمة ، الآسيوية ، الإقطاعية ، الرأسمـالية ). البنية الاقتصادية التحتية والبنيات الفوقية إن البنيات الفوقية السياسية ، القانونية والإيديولوجية تنبني على قاعدة الإنتاج . إذن يجب الانطلاق من القاعدة الاقتصادية لفهم تطور مجتمع معطى . تقسيم الشغل وصراع الطبقات يؤدي تقسيم الشغل أيضا نحو انفصال الناس عن بعضهم ونحو تكون الطبقات وصراعها . إن صراع الطبقات الاجتماعية المتعادية والمتصارعة من أجل السيطرة على الإنتاج هو محرك التاريخ في إطار النظام الرأسمالي . سوسيولوجيا الطبقات والدولة نظرية الطبقات الاجتماعية غالبا ما اعتبر أن البيان الشيوعي الذي يصرح فيه ماركس بأن لا توجد إلا طبقتان أساسيتان متعارضا مع " صراع الطبقات في فرنسا " الذي يصف فيه سبع طبقات وشرائح من الطبقات المختلفة . وبالفعل ليس هناك تناقض ؛ فلم تكن لهذين التأويلين نفس الوضعية ؛ فما كان يشغل بال ماركس في البيان ( وعلينا أن لا ننسى أنه نص دعائي )كان هو تحليل الصراع الذي يضع في المجتمع الرأسمالي طبقتان أساسيتان متواجهتان ( حاملتان لمشروع تاريخي ) : البورجوازية والبروليتاريا . ويجب أن يؤدي هذا الصراع إلى الثورة إذا ما عرف العمال كيف يتنظمون في حزب يمكن من الإطاحة بالمجتمع البورجوازي . إن " صراع الطبقات في فرنسا " يريد أن يكون تحليلا أمبريقيا لحركة تاريخية خاصة ، وماركس يصف بدقة شرائح طبقية وروابطها وكيف تنتظم حول طبقتين أساسيتين . يجب إذن أن نميز عند استعمال مفهوم الطبقة النظرية الدينامية للطبقات ( التي تنتظم حول قطبين اثنين ) والتحليل الوصفي الذي يهتم بتركيب الجماعات الاجتماعية : ببنيتها وتطورها وسلوكها . نظرية الدولة والإيديولوجيات نجد لدى ماركس نظرية للدولة (متصورة بوصفها أداة سلطة في خدمة الطبقة المهيمنة) وللإيديولوجيات ( كتعبير عن مصالح طبقية معينة ) وللاستلاب ( كتقديس أعمى للبضاعة ) ، وللدين ( " كأفيون الشعوب " ) ، .. الخ .
    البيان الشيوعي
    في عام 1845 ماركس كان قد أجبر على مغادرة فرنسا بسبب نشاطاته الثورية وكان قد استقر في بروكسل ولحقته زوجته وأطفالها إلى هناك وساعده صديقه انغلس الذي كان أبوه برجوازيا على شراء منزل والذي تحول فيما بعد إلى مركز للإتصال والاجتماع بالشبكات العمالية الثورية.
    عصبة الشيوعيين
    في عام 1847 اجتمع الشيوعيون ليؤسسوا عصبتهم وفوض ماركس وانغلس ليشكلوا مبادىء هذه العصبة وبرنامجها المتبع وكان هذا البرنامج قد عرف فيما بعد ب ( بيان الشيوعية حيث وضع فيه ماركس جوهر أفكاره وأسس العمل على تحقيقها ) وكانت عصبة الشيوعيون قد قامت على أنقاض جماعة رابطة العادلين في فرنسا والتي كانت لا تؤمن بضرورة الثورة والاستيلاء على السلطة وكان شعارها ( الناس كلهم أخوة ) طبعا أقنع ماركس أعضائها بأنهم يحلمون بعالم وردي واستبدل الشعار إلى أن صار ( يا عمال العالم اتحدوا )
    البيان الشيوعي كان يمهد لعقيدة الاشتراكية العلمية ويجسد المادية التاريخية بعيدا عن الكنيسة أو الدين ( باعتقاد ماركس الدين أفيون الشعوب ) أو الطائفية المهنية. وكان ذلك قد أخرج صراحة في تعليقه ونقده للاقتصاد السياسي ( كتاب ) في سنة 1858 .
    إن أسس وجوهر البيان الشيوعي تقوم على افتراض أن منذ فجر الإنسانية وحتى اليوم كانت العلاقة علاقة صراع بين المُستغِل والمُستغَل ..بين المالك وبين العامل ..بين الطالب وبين الأستاذ ...بين الفلاح وبين الاقطاعي...استغلال الإنسان للإنسان وأمة لأمة. وكانت الغلبة تنتهي إما لإحداهما أو بسقوطهما معا.
    وطبعا غلبة أي منهما تحدد طبيعة الاقتصاد القائم. وعلى افتراض بأن تفكك الاقطاعية كان من نتيجة تعفنها واعاقتها للبرجوازية ...فإن المنطق يفرض حتما بأن مستوى تطور الطبقة البرجوازية ( الإنتاج الكبير ) سيصل بها إلى حد لا تستطيع فيه التقدم.
    وعندها ستقوم البروليتارية بسحق هذه الطبقة ( البرجوازية ) ورفع الجور والظلم عن الطبقة العاملة ( البروليتاريا ) وعندها يتحقق المجتمع الشيوعي حيث تنتفي فيه الملكية الخاصة (وليس الملكية الشخصية ) ..حيث الملكية الخاصة هي الناتجة عن استغلال العمال وأخذ ما ينتجه من القيمة المضافة دون أدنى جهد يذكر من قبل الرأسمالي..أما الملكية الشخصية هي ما تحصل عليه نتجية القيام بعمل.
    النفي السياسي
    في سنة 1848 قامت الثورة في فرنسا والمانيا. وخافت الحكومة البلجيكية من امتداد الثورة إليه وقامت بنفي ماركس الذي ذهب أولا إلى باريس ثم كولونيا وقام بتأسيس صحيفة جديدة دعيت Neue Rheinishe Zeitung تيمنا بتلك المجلة التي كان يعمل بها في البداية وانضم إلى أعمال ثورية هناك ودأب على تنظيمها ، في سنة 1849 تم اعتقاله وحوكم في كولونيا بتهمة التحريض على التمرد العسكري ..ثم تمت تبرئته ونفيه من ألمانيا وتم إيقاف مجلته الجديدة التي كان هو رئيس تحريرها.
    في سنة 1848، شهدت أوروبا ثورة عندما قامت الطبقة العاملة في فرنسا بالسيطرة على السلطة من الملك لويس. وقامت الحكومة الثورية باستدعاء ماركس للبقاء في فرنسا بعدما طردته حكومات فرنسية سابقة. وعندما أفلت شعلة الحكومة الثورية الفرنسية في سنة 1849، انتقل ماركس للعيش في لندن وقام بكتابة الكثير من المؤلفات التي تعنى بالسياسة و الاقتصاد. كما عمل كمراسل أوروبي لصحيفة "نيويورك تربيون" من موقعه في أوروبا و خلال هذه الفترة كان قد قام بعدد من الأعمال وصنفت على أنها كلاسيكيات النظرية الشيوعية.
    وتضمن هذا كتابه الأروع ( رأس المال ) في أجزائه الثلاثة والذي نشره انغلس سنة 1885 بعد وفاة ماركس حيث كان عبارة عن مخطوطات وكراسات من الملاحظات وتضمنت تحليلا للنظام الرأسمالي والذي يبين فيه كيف أن التطور واستغلال العمال يتم بكل بساطة عن طرق أخذ القيمة المضافة—( القيمة المضافة هي القيمة التي تنتج عن طريق العمل على الشيء- من القطن في الحقل إلى قماش فاخر ..من دولار إلى 100 دولار وهي لا تشتمل على أجور التكلفة أو الصيانة ..أي ليس لها علاقة بأجر الصيانة أو كلفة العمل وهي ليست الربح ...في ذلك الوقت لم يكن هناك تكنولوجيا ...حاليا القيمة المضافة تنتجها الآلات الحديثة ويأخذها أصحاب وسائل الإنتاج).
    وكان عمل ماركس التالي هو عن المجلس الوطني الفرنسي 1871 (كومون فرنسا كتاب الحرب الأهلية الفرنسية . حيث حلل خبرة هذا المجلس الثورية والتي شكلت في باريس خلال حرب فرانكو بروسيان . ومن خلال هذا العمل قام ماركس بترجمة شكل ووجود هذا المجلس على برهان وتأكيد تاريخي حتمي لنظريته. بأن من الضرورة الهامة والقصوة للعمال بأخذ زمام الحكم والوصول إلى قمة المراتب السياسية بتمرد مسلح. وبعدها العمل على تدمير الأسس التي تقوم عليها الطبقة الرأسمالية. ووضح ماركس بأنه ما بين الشيوعية والرأسمالية تقع تلك الفترة التي تعمل على تهيئة التحول الثوري وهذا التحول الذي سيشمل المناصب السياسية ستؤدي إلى حدوث دكتاتورية الطبقة العاملة ( البروليتاريا ).



    طابع بريدي أصدر بألمانيا الشرقية
    يحمل صورة كارل ماركس
    السنوات الأخيرة
    عندما تم حل عصبة الشيوعيين في سنة 1852 ماركس استمر بمراسلة مئات الثوريين بهدف تشكيل منظمة جديدة. وهذه الجهود قد بلغت ذروتها في سنة 1864 عند تشكيل ( مجلس الأممية ) وسرعان ما بدأ العمل مع رفاقه على تشكيل أسسه ومبادئه وبرنامجه السياسي ولكن بعضا من أعضائه والذين كانوا قد أخمدت الرغبة الشيوعية فيهم كانوا قد رفضوا إنشاءه وهنا كان قد اقترح ماركس نقل مركز ( مجلس الأممية ) إلى الولايات المتحدة.
    زوج ماركس ابنتيه ( لورا ، جيني ) في 1868 و 1873 . ²
    سنواته الثمانية الأخيرة كانت صراعا حقيقيا مع المرض فألم به مرض الكبد ، ثم داء النزلة الشُعَبية ² والتي أعاقته عن طموحاته وأهدافه ومع ذلك كان بعد وفاته قد وجد بعضا من الملاحظات التي تم تجميعها واعادة نشرها كمجلد رابع لكتاب رأس المال ( ماركس ربط تكون رأس المال بالقيمة المضافة الناتجة عن علاقات الإنتاج ولم يجعله يقتصر على حالة تراكمية جامدة).
    في سنواته الأخيرة عانى كثيراٌ فتوفيت زوجته سنة 1882 وابنته جيني في سنة 1883 . ²
    وفاتــه
    وفي 14 مارس 1883، توفى كارل ماركس ودفن في مقبرة هاي غيت (Highgate Cemetery) بلندن.

    ما بعد ماركس
    القراءة المتجدد لفكر مارك
    بعد عقود مرت على وفاة ماركس كتب المفكر فوكوياما كتابه الشهير الذي أنذر فيه بنهاية العالم. واعتبر الكثيرون هذا الكتاب رسالة موجه إلى فكر ماركس. كانت الركائز الأساسية لنظرية فوكوياما هي فرضية انتهاء الإيديولوجيا وانتصار الفكر الليبرالي. غير أن فلاسفة ومفكرون آخرون قاموا بالرد على هذه النظرية، ومنهم جاك ديريدا، الذي آلف كتابا تحت عنوان" أطياف ماركس" مفاده أن ماركس الستاليني، الذي تطور إلى نموذج سوفيتي بيروقراطي هو الذي توفى وانتهى. أما ماركس الفيلسوف والمفكر فما يزال حيا بيننا

    علم الاجتماع الماركسي
    تعود نشأة علم الإجتماع حسب البعض لعالم الإجتماع العربي ابن خلدون حيث ناقش لأول مرة علم الإجتماع في كتابه المشهور المقدمة ليدرس فيها بعض الشعوب. اما علم الإجتماع الماركسي كان نتيجة أبحاث كارل ماركس وفريدريك أنجلز في الفلسفة وخصوصا دياليكتيك هيجل الذي أثر في الفلسفة الماركسية وكان نتيجة تطبيق قوانين الدياليكتيك في علم الإجتماع ولادة ما يسمى المادية التاريخية وهي التي تعبر عن جوهر علم الإجتماع الماركسي حيث أنه حسب النظرة الماركسية فإن ما يسمى بالبناء الفوقي هو إنعكاس للبناء التحتى وبالتبسيط تعتبر الماركسية أن البناء الفكري والأخلاقي للمجتمع هو إنعكاس طبيعة العلاقات الاقتصادية السائدة في المجتمع وتعبر بشكل أو بآخر عن الطبقة السائدة ومن أهم الكتب الماركسية التي كتبت في تبسيط علم الإجتماع الماركسي هو كتاب أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة والذي تركز على أبحاث الباحث الأمريكي لويس مورغان الذي قام بدراسة الكثير من القبائل الهندية من شعوب أمريكيا الأصليين (الهنود الحمر).
    السوسيولوجيا الماركسية
    أسست النظرية الماركسية تحليلاتها للمجتمع على استخدام التاريخ كمنهج أساسي وكسياق ضروري لفهم طبيعة التنظيم الاجتماعي. غير أن هذه النظرية لا تقصد بالتاريخ عملية التأريخ l’historiographie التي تتوقف عند مستوى جرد أحداث الماضي وترتيب وقائعه وإنما تقصد بالتاريخ المقاربة الشمولية التي يتم على أساسها الانتقال من الواقعة التاريخية المنعزلة إلى الوقوف على القوانين العلمية التي تفترض هذه النظرية بأنها تكمن وراء كل الوقائع التاريخية التي تبدو للملاحظ إما منعزلة عن بعضها، أو معكوسة تحتل فيها النتائج مكانة الأسباب. بهذا المعنى، لا يمكن الفصل بالنسبة للماركسية بين البحث التاريخي المؤدي إلى اكتشاف قوانين التاريخ وتصنيفها ضمن أنماط محددة للإنتاج، وبين قوانين التنظيم الاجتماعي في حقبة تاريخية محددة.
    يقتضي هذا التصور منذ البداية، التمييز في مجال التاريخ بين مستويين وهما الوعي التاريخي أي المواقف والتصورات التي يكونها الناس عن تاريخهم وواقعهم، وبين المعرفة العلمية التي تعمل باستمرار على تجاوز هذا الوعي قصد الوصول إلى المعرفة العلمية الحقيقية يقول ماركس(1818-1883) : "إن كل تصور تاريخي لحد الآن إما انه قد ترك جانبا وبصفة كلية القاعدة الحقيقية للتاريخ (الاقتصاد)، أو أنه يعتبرها مجرد شيء هامشي لا علاقة له بسير التاريخ. وتبعا لذلك فقد كتب التاريخ دائما انطلاقا من معايير غريبة عنه (...) وبالتالي فإن هذه النظرة لم تر في التاريخ إلا تعاقبا للأحداث التاريخية والسياسية والنزاعات الدينية الكبرى مما أدى بصفة خاصة إلى الاقتناع بالأوهام بكل عصر تاريخي فإذا افترضنا أن حقبة ما، تتصور نفسها كما لو كانت محددة بأسباب دينية وسياسية خالصة تحركها، فإن مؤرخ هذه الحقبة يقبل هذا الرأي. وهكذا تتحول التمثلات التي يكونها أناس محددون عن ممارستهم الواقعية إلى القوة الوحيدة والفاعلة التي تحدد ممارسة هؤلاء الناس وتهيمن عليها. فإذا كان الشكل البسيط الذي ظهر به تقسيم العمل عند الهنود أو المصريين القدماء، قد أدى إلى ظهور نظام الطبقات المغلقة على مستوى الدين والدولة عند هذين الشعبين، فإن المؤرخ يعتقد بأن نظام الطبقات المغلقة، هو القوة التي أنتجت هذا الشكل من التنظيم الاجتماعي." الإيديولوجيا الألمانية" تسعى الماركسية إذن، إلى جعل التاريخ بمثابة المدخل الأساسي لدراسة التنظيم الاجتماعي وكنتاج لهذا التاريخ، وهكذا يمكن التمييز بالنسبة لهذه النظرية عمليتين أساسيتين هما:

    1. التحليل المادي للتاريخ لاستخلاص القوانين العامة التي تحدد السمات الأساسية لكل مرحلة تاريخية متكاملة، تدور حول قطب اقتصادي محدد (نمط الإنتاج)؛
    2. تحليل كل الظواهر والعلاقات والمؤسسات الموجودة في مجتمع ما، على ضوء القوانين العامة لأنماط الإنتاج، مع مراعاة الخصوصية التاريخية والثقافية التي تميز المجتمعات العينية، أو ما يسميه ماركس بالتشكيلية الاقتصادية- والاجتماعية. تسعى النظرية الماركسية إذن إلى الكشف عن قوانين التاريخ، والتي تسمح بفهم أسس التنظيم الاجتماعي. لكن هذه القوانين لا تظهر بكيفية تلقائية وواضحة، وإنما تتطلب من المحلل التسلح بحذر مستمر للتمكن من التمييز بين الواقع التاريخي الحقيقي وبين الأوهام (الإيديولوجيا) التي تغلف، حسب ماركس، هذا الواقع وتصبح عنصرا فاعلا فيه. وقد سعى ماركس وإنجلز إلى محاولة استخلاص القوانين العامة للتطور التاريخي، بكيفية مجردة بصرف النظر عن المجتمعات التي حدث فيها هذا التطور. يمكن في هذا الصدد اعتبار كتاب "الإيديولوجيا الألمانية" بمثابة أشمل عمل في هذا الباب. ينتهي هذا الكتاب إلى تصنيف أنماط الإنتاج الأساسية التي عرفتها كل المجتمعات الإنسانية إلى خمسة أنماط أساسية، هي المشاعة البدائية ونمط الإنتاج العبودي، ونمط الإنتاج الفيودالي ونمط الإنتاج الرأسمالي ثم نمط الإنتاج الاشتراكي الذي سوف يفضي حسب ماركس إلى المجتمع الشيوعي. يقوم التصور العام لتطور المجتمعات والوارد في هذا الكتاب، على تمثل أشكال التنظيم الاجتماعي التي عرفها التاريخ باعتبارها أشكالا غير مستقرة، لأنها تحمل في طياتها اختلالا بنيويا أساسيا، يتجلى في الانتقال التاريخي الذي عرفته كل المجتمعات وبأشكال مختلفة، من علاقات التعاون التي عرفتها المجتمعات البدائية، إلى علاقات الاستغلال، التي تعرفها المجتمعات الطبقية، وما واكب ذلك من تعقد في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية وتشعب في البنيات القانونية والسياسية والفكرية التي تعبر عنها. وقد طرأ هذا التحول بواسطة التغيرات التي عرفها العمل الإنساني، الذي تحول من فعالية تسعى إلى إرضاء الحاجيات الإنسانية الأولية والمباشرة، إلى قوة يستعملها جزء من المجتمع على لاستغلال أجزاء أخرى, فالتحول التاريخي الأساسي الذي عرفته المجتمعات الإنسانية حسب النظرية الماركسية هو تحول في علاقات العمل والإنتاج ( علاقات الإنتاج). كما أن التحولات الكبرى اللاحقة من نمط إنتاجي لآخر، ستتم على مستوى العلاقات الاجتماعية وليس بالضرورة على مستوى المؤسسات التي تحتويها، ويمثل هذا التصور أحد المبادئ الرئيسية التي تميز التحليل السوسيولوجي الماركسي الذي يهتم بالعلاقات الاجتماعية وتاريخها أكثر من اهتمامه بالمؤسسة في حد ذاتها. وبالتالي فإن المنعطفات الأساسية في تاريخ المجتمعات الإنسانية، تقابل دائما التغيرات الرئيسية التي تحدث في القاعدة الاقتصادية التي يقوم عليها المجتمع والعلاقات التي تؤسسها. ولذلك يمكن اعتبار البعد الاقتصادي، بمثابة القاعدة الحقيقية للتاريخ، والتي يجب الكشف عنها والانطلاق منها لفهم كل أصناف التنظيم الاجتماعي، فهي التي تنتج وتعدل العلاقات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي يعرفها مجتمع ما. لكن هذه العلاقات تستقل تدريجيا عن جذورها الاقتصادية وتتحول إلى علاقات وتصورات مجردة تضفي المشروعية على النظام الاقتصادي والاجتماعي.
    إن هذا الدور الذي تعطيه الماركسية للعوامل الاقتصادية، لا يعني مطلقا، بأن فهم نظام اقتصادي ما سوف يؤدي بكيفية تلقائية إلى فهم مجمل العلاقات الاجتماعية والسياسية بكل تعقدها بكيفية آلية. وقد ذهبت بعض الاتجاهات داخل الماركسية إلى التركيز على دراسة الأساس الاقتصادي للمجتمع، وتحويل المستويات الأخرى إلى مجرد انعكاس ميكانيكي لهذا الأساس المادي، مما أدى إلى ظهور فهم تبسيطي لا يختلف كثيرا عن التصورات الإيديولوجية الأخرى التي تنتقدها الماركسية. وقد عاصر إنجلز، في نهاية حياته ازدهار ما سيعرف بما بعد بالنزعة الاقتصادوية وقد انتقدها بشدة في مناسبات مختلفة . فقد كتب رسالة إلى أحد مراسليه يقول فيها
    إن الوضعية الاقتصادية هي أساس التحليل، لكن مختلف عناصر البنية العليا أي الإشكال السياسية للصراع الطبقي ونتائجه، وكذلك النظرية السياسية والقانونية والفلسفية تمارس بدورها دورا حاسما في الصراع الطبقي، بل وتحدد في عدد كبير من الحالات شكل هذا الصراع ومساره".
    يلح هذا المبدأ على ضرورة النظرة الشمولية للمجتمع، والاهتمام بكافة أوجه
    قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج:
    تسعى الماركسية إذن إلى حصر المحددات الأساسية التي تنطبق، في عموميتها التجريدية، على كل أصناف المجتمعات وقد رأى ماركس بأن التحليل التاريخي للمجتمعات يرتبط بتطور العلاقة بين قوى الإنتاج، وبين العلاقات الاجتماعية والقانونية والسياسية التي تؤطرها. فقوى الإنتاج هي الفعالية الاجتماعية التي تنتج عن تداخل ثلاثة عناصر هي:
    أ‌. الظروف المادية للإنتاج: وتتضمن الشكل العام للإنتاج وتوزعه في قطاعات مختلفة؛ ب‌. وسائل الإنتاج : وهي مختلف الأدوات والتقنيات والمعلومات العلمية التي توظف في عملية الإنتاج وتنعكس نتائجها بصفة مباشرة على الإنتاج النهائي للمواد وعلى العلاقات الاجتماعية؛ ت‌. ظروف التعاون: وهي ما يميز العمل الإنساني عن الحيواني، لأن الناس يضطرون من أجل العيش إلى توحيد جهودهم الفردية وإلى توزيع محدد للعمل بين مختلف فروع الإنتاج. ويميز ماركس بين توزيع العملRépartition du travail وتقسيم العملDivision du travail يقول:
    " إن الشرط الأساسي لوجود أي مجتمع هو التنسيق بين كمية المنتجات ومختلف الحاجيات، فضرورة التوزيع المتناسب للعاملين بين مخلف فروع الإنتاج هوا إذن قانون طبيعي يفرض على كل المجتمعات مهما كان شكل إنتاجها الاجتماعي. وسينهار أي مجتمع توقف لحظة واحدة عن تطبيق هذا القانون ، إن ما يميز مختلف الأنظمة الاقتصادية والعصور التاريخية هو الشكل الذي يتحلى به هذا القانون الطبيعي الذي يتحدد بواسطة بنية علاقات الإنتاج. ويختلف شكل ظهور هذا القانون حسب البنية الأساسية للعلاقات الاجتماعية، كما تتحدد حسب وضعية العاملين عبيد، أقنان، أجراء. الإيديولوجيا الألمانية.
    إن تطور هذه العناصر المكونة لقوى الإنتاج والتفاعلات الداخلية التي تعرفها هي التي تؤدي إلى ظهور الأشكال المختلفة من العلاقات الاجتماعية وأنماط الإنتاج. فقوى الإنتاج، تنتج علاقات اجتماعية محددة (اجتماعيا وقانونيا) تطابقها وتعبر عنها وعندما تصبح قوى الإنتاج القائمة غير قادرة على التوفيق بين مركباتها المختلفة، فإن هذه القوى سوف تتفكك وتنهار وتظهر من جديد بشكل آخر، مما يؤدي بالضرورة إلى إعادة تشكيل علاقات إنتاج تقابلها. فأنماط الإنتاج التي تمثل بالنسبة للماركسية أشكالا مختلفة من التنظيم الاجتماعي كما تعاقبت عبر التاريخ، ليست بمثابة أنماط أو بنيات قارة ومنسجمة، وإنما تخضع باستمرار لتفاعل داخلي يزداد حدة بين قوي الإنتاج وعلاقات الإنتاج، ويؤدي في النهاية إلى الانتقال من النمط الأدنى إلى الأعلى. إن هذه العلاقة الجدلية بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج تحدد حسب التحليل الماركسي، جميع أشكال الممارسة الاجتماعية، بما فيها الفكر الذي يتمثل هذه الممارسة ويعيد إنتاجها على شكل أعراف وتقاليد ومعتقدات تتعالى عن الواقع الاجتماعي، وتعمل في نفس الوقت على إعادة إنتاج نفس العلاقات السائدة فيه. يقول ماركس: وهكذا يتطور توزيع العمل، الذي لم تكن في صورته البدائية إلا توزيعا للعمل على مستوى الفعل الجنسي (...) ولم يصبح تقسيم العمل فعليا إلا في اللحظة التي انقسم فيها إلى عمل مادي وذهني, وابتداء من هذه اللحظة، يستطيع الوعي الإنساني أن يتخيل أنه شيء آخر يتجاوز الوعي بممارسة تاريخية محددة. وابتداء من هذه اللحظة يصبح الوعي الإنساني قادر على التحرر من العالم والانتقال إلى مستوى التشكيل النظري الخالص على شكل دين وفلسفة وأخلاق. (الإيديولوجيا الألمانية)
    ب. الطبقات الاجتماعية: نصل هنا إلى المفهوم المركزي بالنسبة للماركسية، فالانتقال من نمط إنتاج للآخر والتعارض المستمر بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج، يتم تحت تأثير صراع اجتماعي شامل يتم بين مختلف مكونات المجتمع، وعلى جميع المستويات وهو الصراع الاجتماعي بين الطبقات، لأن الطبقة الاجتماعية بالنسبة للماركسية لا تتحدد فقط بمحددات كمية كمستوى الدخل أو نوع العمل ( يدوي/ ذهني) وإنما بمحددات اجتماعية شمولية ومتكاملة، وقد انتقد ماركس الاقتصادي "برودون" الذي اعتبر بأن المجتمع ينقسم إلى طبقات، حسب مستوى الدخل فقط. يقول ماركس " إن الفئات الاقتصادية، ليست إلا تعبيرات نظرية، وتجريدات لعلاقات الإنتاج الاجتماعية، غير أن الشيء الذي لم يفهمه "برودون" هو أن الناس لا يدخلون فقط في علاقات اقتصادية، وإنما ينتجون تبعا لذلك علاقات اجتماعية محددة ترتبط ارتباطا وثيقا بالقوى المنتجة، وعندما يحصل الناس على قوة منتجة جديدة يغيرون أسلوبهم في الإنتاج ووسيلتهم لكسب العيش، ويغيرون كذلك العلاقات الاجتماعية. فالطاحونة الهوائية تعطينا مجتمع السيد الإقطاعي، والطاحونة البخارية تنتج مجتمع الرأسمالية الصناعية
    لا تستعمل التحليلات الماركسية الطبقات كمفهوم وصفي لتحديد الفئات المكونة لمجتمع ما، وإنما تستعمله كمفهوم إنشائي وإجرائي يتم تشيده وفق طبيعة وأسلوب الصراع بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج. أي أ ن النظرية الماركسية لا تنظر لأي المجتمع كمجموعة من السكان يتوزعون بين قطاعات اقتصادية مختلفة ومتفاوتة الدخل فقط، وإنما تنظر إليه كطبقات اجتماعية متصارعة. وتقتضي هذه النظرة الانتقال عبر مرحلتين من التحليل، وهما تحديد المقاييس العينية الخاصة بتحليل كل نمط مجتمعي ، والتي تسمح بإدماج أعضائه ضمن طبقات مختلفة. والمرحلة الثانية هي الكشف عن الملامح العامة للتنظيم الاجتماعي، انطلاقا من رصد علاقة الصراع بين الطبقات التي سبق تحديدها.
    إلا أن الطبقات الاجتماعية، وإن كانت تخضع لقانون موحد وهو التناقض والصراع فإنها لا تأخذ شكلا واحد، ولا تتبع أسلوبا محدد في الصراع. فالطبقات الاجتماعية لم تأخذ شكلها النهائي والواضح إلا مع ظهور الصناعات الكبرى في القرن التاسع عشر. فإذا كان من السهل تحديد الطبقات في المجتمع الصناعي في قطبين رئيسين هما البرجوازية والبروليتارية، فإن هذا التحديد يصبح أقل سهولة في المجتمعات التي لم تدخل بعد إلى المرحلة الصناعية ،والتي لا يزال فيها الصراع الاجتماعي لم يأخذ شكلا مكشوفا يتم التعبير عنه سياسيا بواسطة الأحزاب والنقابات بل لازال يمر عبر قنوات أخرى كالدين أو اللون أو العرق أو اللغة.غير انه يمكن مع ذلك تحديد بعض الخصائص العامة للطبقات الاجتماعية. • إن الطبقة الاجتماعية مقولة تاريخية ترتبط بتطور المجتمع وهي موجودة حسب الماركسية، في كل البنيات الاجتماعية التي أنتجها التاريخ, فإذا كانت المجتمعات الرأسمالية تعرف بروز طبقات اجتماعية بخصائصها الاقتصادية والاجتماعية المميزة، ويدرك أعضاؤها الصراع فيما بينهم كصراع اقتصادي وسياسي واضح، فإن مجتمعات ما قبل الرأسمالية قد عرفت أشكالا أخرى من التنظيم الطبقي لا يظهر فيها الصراع بشكل اقتصادي مباشر أو سياسي واضح وإنما يعبر عن نفسه من خلال القنوات الثقافية والإيديولوجية، ويمكن أن نذكر من بين هذه الأشكال: 1. نظام المراتب les ordres : عرفت بعض المجتمعات نظاما طبقيا يقوم على تقسيم الناس إلى مراتب حسب أنسابهم وأصولهم الإثنية، أو موقعهم من السلطة، أو تخصصهم في إطار تقسيم العمل الاجتماعي. ويؤدي الانتماء إلى مرتبة ما إلى الحصول على امتيازات اقتصادية، ومكانة اجتماعية تترجم على شكل رتب وألقاب وقد عرف النظام الفيودالي وجود عدة مراتب تخضع كل واحدة منها لترتيب داخلي خاص. ومن أهم المراتب الفيودالية نذكر النبلاء والفرسان ورجال الكنيسة, ويتميز الترتيب الطبقي لهذا النظام بوجود تطابق بين شكل العمل الاجتماعي والمرتبة الاجتماعية التي يحتلها الفرد.
    2. نظام الطبقات المغلقةLe système des castes : وهو نظام تتحدد فيه المرتبة الطبقية والمكانة الاجتماعية والسياسية بالانتماء إلى مجموعة عرقية أو خط نسب معين. ولا يمكن في هذا النظام الانتقال من طبقة مغلقة إلى أخرى إلا بالشروط التي يحددها النسب والقرابة الدموية. وقد انتشر هذا النظام الطبقي في المجتمعات التي لم تعرف إلا تطورا بسيطا في قوى الإنتاج. وينسجم هذا النظام الطبقي من الناحية السياسية مع الدولة التقليدية التي تنتقل فيها السلطة داخل خط نسب محدد. ومن أشهر النماذج التاريخية بالنسبة لهذا الشكل من التراتب نظام الطبقات المغلقة في الهند. • أن السمة الأساسية للطبقة الاجتماعية هي طابعها العلائقي، فالطبقة لا توجد ولا تتجدد ملامحها حسب هذه النظرية إلا من خلال علاقاتها مع غيرها من الطبقات التي توجد في نفس المجتمع، • تشدد الماركسية على الطبيعة الاجتماعية على الطبيعة الاجتماعية للطبقة، إذ لا يمكن تحديدها بالاستناد فقد إلى ملامحها الاقتصادية. ويعرف لينين بهذا الصدد الطبقة الاجتماعية على النحو التالي:
    "إن ما يدعى بالطبقات الاجتماعية هي المجموعات الكبيرة من الناس التي

    المراجع
    http://www.ar.wikipedia.org/wiki الموسوعة الحرة
    http://www.gulfson.com/vb/f19/t6639/ علم الإجتماع الماركسي

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس يوليو 04, 2024 6:16 am