اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضدّ المرأة

ودور المنظمات غير الحكومية
أميلي بروسكن
باحثة أمريكية
(بتصرف)
تقييم الحكومات لجهودها للوفاء بالتزاماتها المقرّرة في الاتفاقية يكون في غالب الأحيان ناقصا والحكومات عادة ما يقلّل من المشاكل وتبرز النجاحات. ولهذا تطالب لجنة الاتفاقية الحكومات بإشراك المنظمات غير الحكومية في صياغة تقريرها الرسمي.
وفي كتابة وتقديم مثل هذه التقارير الموازية فإنّ المنظمات غير الحكومية تعبر عن صوت النساء الغائبات عن قصد أو غير قصد في التقارير الرسمية للحكومات. ويبقى دور هذه المنظمات هام من خلال تقديم إحصائيات ومعلومات عن الوضعية الحقيقية للنساء، وأيضا معلومات عن التقدم المنجز والفجوة بين السياسات والتطبيق.
ونظرا لأهمية تقارير هذه المنظمات فإنّه من الضروري فهم عمل اللجنة، وصياغة تقرير مواز وشامل حسب الشكل الخاص المطلوب، وأخيرا الضغط على أعضاء لجنة الاتفاقية في "نيويورك" من أجل ضمان أن يسمع صوت المنظمات غير الحكومية كما تعبر التقارير الرسمية عن إنجازات حكومتها.
فهم عمل لجنة الاتفاقية
تجتمع لجنة الاتفاقية مرتين كل سنة في جانفي وفيفري وجوان وجويلية في مقرّ الأمم المتحدة في "نيويورك" للنظر في تقارير الحكومات. وكل سنة تنظر اللجنة تقريبا في 20 تقريرا رسميا وتحاور ممثلي الحكومات وتستفسر عن بعض النقاط. ويعدّ أعضاء اللجنة هذه الأسئلة والاستفسارات مسبقا في اجتماع اللجنة التمهيدي الذي ينعقد قبل الحوار مع الوفود الحكومية.
خلال اجتماع فريق العمل التمهيدي، يعيّن عضوا من أعضاء لجنة الاتفاقية كمقرّر للبلد ويترأس هذا العضو فريق العمل ويعدّ قائمة القضايا المتعلقة بالتقرير الرسمي يقدّم المقرّر خلال جلسات لجنة الاتفاقية لأعضاء اللجنة القضايا الخاصة بالبلد ويترأس جلسة مناقشة تقرير البلد بالإضافة إلى صياغة تقرير اللجنة النهائي وخلال الجلسة الرسمية لمناقشة تقرير أي بلد تدعى المنظمات غير الحكومية لتقديم عرض شفوي بالإضافة إلى عرض الممثّل الرسمي للبلاد، ويتلو هذا العرض وقت مخصص للأسئلة والأجوبة.
خلال جلسة فريق العمل التمهيدية تأخذ مساهمة المنظمات غير الحكومية شكل تقرير مواز ومستقل. من الممكن للمنظمات غير الحكومية تقديم عرض شفوي أمام فريق العمل خلال الجلسة التمهيدية يعتمد على تقريرها الموازي. وتعتبر هذه فرصة ثمينة للمنظمات غير الحكومية حتى تضمن إدراج ملاحظات في جلسة الحوار بين لجنة الاتفاقية والممثل الرسمي للبلد. وبسبب الوقت المحدود وأيضا عدم إلهام كل خبراء اللجنة بتفاصيل كل دولة من الضروري تنظيم القضايا حسب الأهمية في تقرير قصير يعطي معلومات دقيقة عن كيفية تأثير القضايا على وضعية النساء في ذلك البلد.
تنظيم صياغة تقرير المنظمات غير الحكومية :
الحصول على تقرير الحكومة
يعتبر تقرير الحكومة المرجع الأساسي لتقرير لجنة الاتفاقية. وقد صاغت وزارة المرأة وشؤون الأسرة التقرير الرسمي التونسي ويمكن للمنظمات غير الحكومية الحصول على هذا التقرير سواء من وزارة خارجية البلد المعني أو من الأمم المتحدة.
تنسيق العمل بين المنظمات غير الحكومية
من الممكن أن تتحمل المنظمات غير الحكومية المسؤولية الكاملة لصياغة تقرير مستقلّ وموازي، لكن من المفيد وجود تنسيق وتعاون بين المنظمات غير الحكومية القومية في تحضير هذا التقرير. هذا التعاون يعطي قيمة أكبر للتقرير، يدلّ على وجود إجماع حوله وتأييد واسع لمختلف المواقف المذكورة فيه.
تنظيم التقرير المستقلّ لأجل تأثير أكثر فعالية :
أوّلا : تنظيم المعلومات أو الملاحظات حسب تسلسل مواد الاتفاقية ويعني هذا أنّه إذا ارتبطت قضية ما بأكثر من مادة فعلى المنظمات غير الحكومية اختيار المادة الأنسب لمناقشة القضية مع ذكر المواد الأخرى ذات الاتّصال بالقضية.
ثانيا : يجب أن لا تتعدى صفحات التقرير الثلاثين صفحة.
ثالثا : يجب أن يبدأ التقرير بملخص قصير ويحتوي على معلومات دقيقة يمكن للجنة استعمالها لطرح الأسئلة وصياغة تقريرها.
رابعا : يجب على المنظمات غير الحكومية شرح النقائص وتعداد الأدلّة ووضع اقتراحات محدّدة وعملية للتغيير.
خامسا : ينبغي ترتيب القضايا حسب الأولوية وهذا يعني حسب الأهمية من وجهة نظر المنظمات غير الحكومية، ولأنّ لجنة الاتفاقية ليس بوسعها النظر في كلّ القضايا.
سادسا : من الضروري تضمين تدليلا لتحفظات المنظمات غير الحكومية لسحب هذه التحفظات.
سابعا : التقرير يتضمّن ضرورة معلومات أساسية عن البلد أو المنطقة.
تنظيم محتوى التقرير الموازي المستقل :
ينبغي على المنظمات غير الحكومية،
أوّلا : تحديد القضايا والمواد المناسبة في اتفاقية المرأة.
ثانيا : جمع الوثائق والأدلّة لشرح القضية لإثبات ضرورة وإمكانية التغيير.
ثالثا : تحديد أهمّ العراقيل واقتراح حلول لإزالتها.
رابعا : ذكر تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيكين حسب طلب لجنة الاتفاقية.
خامسا : بالنسبة للتحفظات اقتراح حلول أو تغييرات تسمح بإلغاء تحفظات الحكومة على بعض فصول الاتفاقية.
الضغط على أعضاء لجنة الاتفاقية:
بالإضافة لمحاولة الضغط وإقناع أعضاء اللجنة خلال الاجتماع التمهيدي لفريق العمل، تستطيع المنظمات غير الحكومية أن تؤثر على اللجنة خلال العرض الشفوي للمثل الرسمي للحكومة وجودها يخلق نوعا من الضغط على ممثل الحكومة لتقديم معلومات تعكس حقيقة الوضع في البلد وتستطيع أيضا أن تقنع لجنة الاتفاقية بإدراج بعض القضايا الهامّة في تقرير اللجنة. ويحتوي هذا التقرير على مقترحات اللجنة بخصوص بعض الخطوات الواجب على الدولة اتّخاذها.